نشر موقع اوقات الشام المؤيد للنظام السوري مقالاً تحليلياً نقلاً عن مصدر عسكري سوري يتناول الأزمة السورية والفخ الروسي الذي نُصب لأوباما في سوريا، مؤكدً ان ما حصل هو انتصار لسوريا بعد وقوع اوباما في الفخ الروسي، عندما أعلن لافروف أن روسيا لن تخوض حربا ضد أحد من أجل أحد الذي كان بمثابة الضوء الأخضر لأوباما لشن حرب على سوريا.
وتالياً التحليل العسكري بالنص كما نشره الموقع المؤيد للنظام:
كان مفاجئا قرار الرئيس الأمريكي تفويض صلاحياته بإعلان الحرب للكونغرس الأمريكي.
حيث يتمتع الرئيس الامريكي بسلطة شن الحرب دون الرجوع الى الكونغرس و يمكنه خوض الحرب لمدة 60 يوم قبل مراجعته للكونغرس الأمريكي.
وقد استخدم أوباما هذه السلطة خلال الحملة العسكرية على ليبيا متجاهلا الكونغرس الأمريكي تماما.. كما تجاهل رؤساء أمريكا السابقين الكونغرس عند شنهم الحروب.
وعليه.. فادعاءات أوباما بأنه يريد أن يستفتي الديمقراطية الأمريكية قبل خوض هذه الضربة لا يمكن تفسيره سوى بأنه انسحاب تكتيكي و هروب من المواجهة, فلماذا يهرب الرئيس الأمريكي بعد تصريحاته النارية عن ضربة أكيدة على سوريا ؟
يتحدث مصدر عسكري سوري لأوقات الشام عن مدى سخريته من سهولة وقوع أوباما في الفخ الروسي الذي نصبه له لافروف, ويؤكد المصدر أنه من البديهي لأي باحث أو خبير استراتيجي إدراك عمق العلاقة الاستراتيجية و تكاملها بين سوريا و روسيا, فلا يمكن للروس أبدا التخلي عن سوريا, لا حبا بها و إنما لارتباط أمنهم القومي و مصالحهم القومية بسوريا
ما فعله لافروف هو توريط الرئيس الأمريكي بمواجهة مع سوريا اعتبرها الأمريكيون سهلة وفهموها بأنها تراجع روسي بعدما أعلن لافروف أن روسيا لن تخوض حروبا لأجل أحد, ثم تم سحب البساط من تحت أقدامهم بالاتفاق مع السوريين و الإيرانيين مما ألحق بالولايات المتحدة هزيمة منكرة حتى قبل إطلاق صاروخ واحد.
ما حدث هو نصر سوري مجاني على الولايات المتحدة الامريكية ستكون له نتائج مدمرة على المعارضة السورية التي خسرت ورقتها الأقوى ( التدخل الامريكي ) وشهدت هزيمة سيدها الأعظم في البيت الأبيض.
أما لماذا تراجع أوباما فسنحاول تلخيص الأسباب بالتالي:
1- الروس: الذين بعد توريطهم للأمريكان و إعطائهم ضوء أخضر وهمي لضرب سوريا عادوا الى تمرير رسائل تحذر من الاعتداء على سوريا, وهذا بديهي فلا يمكن للروس بعدما راهنوا على النظام السوري بكل شيء أن يتخلوا عنه, ولماذا ؟.
2- الإيرانيون: العلاقة السورية – الايرانية هي ليست علاقة تحالف فقط, هي ارتباط كامل وتوحد بمشروع استراتيجي واحد.. الايرانيون يعتبرون سوريا خطا أحمر دونه ألف حرب إقليمية و هذا ليس تحليلا وإنما هو قرار إيراني صادر عن مرشد الثورة الايرانية نفسه, لماذا ؟ الاسباب كثيرة.. منها ما يتعلق بالامن القومي الايراني و الاستراتيجية الايرانية و منها ما هو عقائدي و شرعي و منها ما هو تاريخي يحكم التحالف بين هاتين الدولتين خلال 30 عاما.
3- حزب الله: أكد المصدر لأوقات الشام بأن حزب الله كان جاهزا تماما لخوض الحرب مع سوريا, وبأنه كان يحضر للأمريكيين و الاسرائيليين مفاجأت كبيرة وقد وصلت هذه المعلومات و التحذيرات للقيادة الامريكية.
4- الجيش السوري وقدراته العسكرية: تسرب قبل قليل حديث لجنرال أمريكي جاء على لسانه: جنرال أمريكي لقناة CNN الأمريكية يقول غاضباً.. لافروف كالعاهرة التي تتحدث بالشرف
من جهة يقول أن روسيا لاتنوي الدخول في حرب مع أحد وهذا قرار تاريخي منذ ايام السوفيات نعرفه في امريكا جيداً, ومن جهة أخرى تقدم روسيا لسوريا أحدث منظومات الدفاع الجوي والبحري والصواريخ ارض ارض في العالم.
إن روسيا تقدم لسوريا جواهر السلاح الروسي وأقواها في المجالات الدفاعية والصاروخية.
اقمارنا الصناعية تظهر دوريات يومية للسفن الروسية قبالة الشواطئ السورية تقوم بالرصد وجمع المعلومات عن اسطولنا السادس ناهيك عن الاقمار الصناعية الروسية ومجمعات التنصت والاستطلاع التابعة لها والتي سخروها بالكامل في خدمة قوات الأسد.
يقول لافروف بأن روسيا تسلح سوريا بموجب عقود رسمية... حسناً...
سمي لي دولة في العالم كله تحصل على السلاح الذي تحصل عليه سوريا كماً ونوعاً...
والبارحة يخرج علينا الاسد ليبشر بوجود صفقات سرية بين الطرفين!!! بالنسبة لي هذا حلف شيطاني اتمنى أن يسقط اليوم قبل غد ولكن , كل من يعتقد ان روسيا ستتخلى عن سوريا فهو أحمق!!
ما تسرب للأمريكيين خلال الساعات الاخيرة من معلومات استخباراتية, تؤكد امتلاك سوريا لأسلحة روسية متطورة جدا قد يكون بينها صواريخ إس 300 و غيرها, وهي قادرة على الحاق ضرر كبير و أذى لا يحتمل بالقوات الامريكية المهاجمة و التي ليس بمقدورها إطالة أمد الحرب, أي أن الأمريكيون سيتعرضون لخسائر ستفاجئ العالم و سيكونون غير قادرين على استعادة هيبتهم و هيبة أسطولهم السادس.
5- رسائل واضحة من محور المقاومة أن الحرب حين تندلع ستكون شاملة تمتد الى اسرائيل و دول الخليج مما سيهدد الامداد العالمي للنفط, ولا قدرة للأمريكيين على تحمل نتائج و تكلفة هكذا سيناريو خصوصا مع المعارضة الشديدة لتدخلهم في سوريا من قبل الرأي العام الأمريكي و الدولي و بقاءهم وحدهم في المواجهة بعد انسحاب أهم حلفائهم ( البريطانيين ).
هذه الأسباب جميعها دفعت أوباما الى الهروب من المواجهة و إحالة القضية الى الكونغرس الأمريكي الذي من المتوقع أن يصوت بلا على الضربة, لماذا لا ؟
لأن أوباما و الكونغرس يتحكم بهما اللوبي الاسرائيلي و مصالح اسرائيل, ولو كان من مصلحة اسرائيل تنفيذ الضربة لما تهرب أوباما منها, وهذا يعني أن الكونغرس أيضا سيصوت بلا لينقذ أوباما من ورطته, ولأن هذه الضربة لن تحقق سوى الكوارث للدولة العبرية.
وبجميع الأحوال وسواء حصلت الضربة أم لم تحصل فإن الأسد حقق نصرا كبيرا و كسب شعبية كبيرة من خلال تحديه و كسره لهيبة أقوى دولة في العالم و إجبار رئيسها على التراجع.